واقع التعليم الابتدائي في العراق
- 1958– 1978
أ.م.د. رحيم حسن محمد الشامي
جامعــــة ذي قـــــــار، كليـــة التربيــــة الأساسيـــــة، قســـم التربيــــة الخاصــــة
Raheemalshami66@gmail.com
المستخلص:
يمثل التعليم الابتدائي القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها التعليم بصورة عامة، ويلعب دورا رئيسيا في إعداد رأس المال البشري لأنه ينمي قدرات الأفراد و يسلحهم بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها اليومية، و يرفع مستوى إنتاجهم ويزيد دخلهم ويحسن مستواهم الصحي، وبالتالي فإن التعليم يؤدي إلى تقليص البطالة والفقر والجهل والتخلف لديهم.
لذا شهد التعليم الابتدائي في العراق خلال مدة البحث تطورات وتغيرات جوهرية جعلته يسير نحو التطور النوعي والكمي، ولم تخل تلك المدة الزمنية من عقبات كثيره لم تكن اغلبها ناتج عن تخلف المجتمع العراقي، وإنما كان للأحداث السياسية والاقتصادية تأثيراتها الواضحة في هذا المجال.
وسعت الحكومات المتعاقبة خلال مدة البحث إلى الاهتمام بالمعلم باعتباره المحور الرئيسي في العملية التربوية والتعليمية، ولهذا بذلت جهود كبيره في تطوير المؤسسات التعليمية التي تقوم بإعداده وتدريبه وتأهيله للقيام بمهامها التربوية والتعليمية. وخصصت أموال كبيرة لإنشاء عدد كبير من الدور والمعاهد في بغداد وبعض المحافظات لاستقبال الطلبة المتزايد عددهم سنويا في تلك المؤسسات التعليمية.
وكان للقوانين والأنظمة والقرارات التي أصدرتها وزارة التربية أثرها الواضح في تحسين واقع التعليم الابتدائي وتطويره، وخاصة قرار مجانية التعليم عام 1974 وقانون التعليم الإلزامي عام 1976. إذ تضاعفت أعداد التلاميذ والكوادر التعليمية والأبنية المدرسية. كما أولت الحكومة اهتمامها بالمعلمين والمعلمات من خلال رفع المستوى المعيشي و منحهم المخصصات المهنية وزيادة أجور المحاضرات و توفير السكن لهم في القرى والأرياف.