جائحة كورونا واهداف التنمية المستدامة في العراق
التضامن الإنساني في مجتمع متحول
أ.د. عدنان ياسين مصطفى
أستاذ علم اجتماع التنمية/ جامعة بغداد
الملخص:
على الرغم مما حققه العالم في العقود الماضية من تقدم كبير في مؤشرات التنمية البشرية (التمتع بحياةً صحية وطويلة وخلاقة مع مستويات اقل من الحرمان والارتقاء بجودة نوعية الحياة)، إلا أن مؤشرات التنمية المستدامة في العراق وبتأثير متغيرات دولية ومحلية ظلت متعثرة ومتراجعة، ولم تشهد تقدماً ملموساً، وبقي الحرمان بكل أنواعه جاثماً على مصائر الناس ومستقبلهم التنموي، واغفل التقدم فئات وجماعات ومناطق، وأهمل الكثيرين وظلت فجوات التنمية المكانية عميقة وواسعة. وجاءت جائحة كورونا مطلع عام 2020وما نجم عنها من تداعيات لتضع الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية على المحك، فتهز أوصال الأنظمة التقليدية، وتهدد الأمن الإنساني للمجتمع.
تناول هذا البحث أبرز تجليات وتداعيات الازمة وما رافقها من حظر للتجوال لآماد طويلة وحرمان الكثير من الفئات الهشة والفقيرة والعاملين في القطاع غير المنظم، وهي تداعيات القت بظلالها على المشهد التنموي بشكل عام وارتفاع مستوى المخاطر الاجتماعية بشكل خاص. وتركزت الأهداف الرئيسة على اهم المشكلات والمعوقات التي تواجه الافراد والجماعات، والتعرف على المؤشرات الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة ومحاوله الوصول الى مجموعة من التوصيات والمقترحات، ذلك ان مثل هذه التطورات وتداعياتها تتطلب اعتماد منهج ينطوي على إطار تقييمي لتجليات وتداعيات الأزمات لصياغة السياسات والبرامج المستجيبة التي تعتمد على الطاقات الكامنة للناس وفعل ما يطمحون إليه في الحياة. في الوقت الذي اعتمد تقييم الأزمة وتداعياتها على المرتكزات الأصلية المستندة إلى مؤشرات التنمية المستدامة التي تأخذ بنظر الاعتبار مؤشرات الفقر متعدد الابعاد واعتماد تدابير التخفيف وتقليص الفجوات التنموية-وما إلى ذلك من التوقعات الحالية والمستقبلية.
الكلمات المفتاحية: (جائحة كورونا، أهداف، التنمية المستدامة(.